المدفن بيضة
يقول أبو العلاء المعري : خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد .
ولكن شاعرنا العظيم لو كان موجوداً هذه الأيام فسيغير بيت الشعر إلى : . لا تقطع الفرع ما أظن اشجار الغابة إلا من هذه الأجساد .
ترى ما الذي سيجعل أبو العلاء يغير بيته لتلك الصيغة ؟
اقرأ معي هذا الخبر وستعرف : .
إيطاليان يصممان طريقة جديدة للدفن . صمم الإيطاليان آنا شيتيللي و راءوول بريتزل كبسولة (أو بيضة) مصنوعة من مواد عضوية قابلة للتحلل لدفن الموتى. .
البيضة تتسع لجسد الميت وعلى رأسها توجد نبتة أو بذرة شجرة . ويختار الميت قبل موته أو أهله نوع الشجرة التي يريدها أن تنبت على بقايا جسده المتحلل , يوضع جسد الميت بتلك البيضة ثم يدفن , ستأخذ النبتة في النمو مستمدة ما يلزمها من العناصر الغذائية من تحلل البيضة والجسد سويا وبالطبع سيكون لدودة الأرض دوراً هاماً في تحلل البيضة والجسد متزامنين. .
وبهذه الطريقة (كما يقول المصممان) سنتوقف عن استخدام الأخشاب في صنع النعوش ونوفرها , بل سننشئ غابات جديدة , كل شجرة منها نبتت ونمت من جسد ميت.
وبهذا نساهم في الحد من قضية الإحتباس الحراري. .
ويمكنك عزيزي أن تزور جدك أو جدتك أو قريبك المتوفي في الغابة أقصد المقابر , وتجلس تحت ظلال جسده أقصد الشجرة النابتة من جسده.
ويمكنك أيضاً أن تأخذ معك قفة القُرَص رحمة ونور على روح ميتك وتستمتع بطعمها اللذيذ تحت شجرة جسم أبو أبوك يعني جدك. .
وستتحول المقابر من أماكن موحشة إلى غابات مورفة الأوراق والظلال. .
المشكلة أن الحكومة الإيطالية رفضت هذه الفكرة ولم توافق عليها.
No comments:
Post a Comment