Tuesday, February 16, 2016

الهروب





فتحت الصندوق , فوجئت بها تسير على الجدار وحيدة . .

لماذا هجرت بيتها ؟ لماذا تركت أخواتها ؟ هل أغضبها أحد ؟ هل أنا قصرت في خدمتها هي وأخواتها ؟ .

لقد وفرت لهم الطعام , ووضعت بيتهم في مكان ظليل , وانقل لهم الماء بصفة دائمة. .

سألتها كل هذه الأسئلة لم ترد , استمرت بالسير على جدار الصندوق غير عابئة بحرارة الجو التي من الممكن أن تقتلها, حرت في أمرها , إنها تسير لحتفها , فخارج الصندوق هو موت محقق , هو كالصحراء بلا ماء للبشر. .

هل غررت بها دودة أخرى لعبت دور الذكر , وسلبتها أعز ما تملك ؟ :) :) :) .

هل تنافست هي ودودة تلعب دور أنثى أخرى على دودة تلعب دور الذكر ؟ .

حاولت أن أمد أصابعي وأمسك بها لأعيدها لبيتها , لكنها استعملت مخالبها الدقيقة (Setae) والتي لا أرها لتتمسك بجدار الصندوق وواصلت السير. .

أسرعت لعلبتي التي أحتفظ فيها بالأدوات الخاصة بهن , أخرجت هذا الجهاز الطويل , وكأنني الطبيب المعالج , دسست هذا الجهاز في تربة المزرعة , ياللهول لقد ارتفعت الحموضة إلى رقم كبير. .

ألهذا السبب ياصغيرتي تحاولين الهروب ؟ .

لا تحزني.

مددت إصبع من يدي وتركتها تزحف فوقه حتى تمكنت من رفعها عن جدار الصندوق بدون أن أؤذيها , ثم أنزلتها مرة أخرى للمزرعة.

وسارعت بإضافة بعض التربة الجديدة , وفي صيدلية الدود الخاصة توجد قارورة بها هذا المسحوق الأشهب , فتحتها وأفرغت قليلاً منها على كفيي ثم نثرتها على سطح المزرعة . .

نعم نعم هو مسحوق قشر البيض. .

ومن خشيتي أن يستغرق تعديل الحموضة وقتاً طويلاً فيحمل عدد من الدود عصاه ويرحل , أضأت مصباحاً شديد الإضاءة فوق الصندوق وعزمت على تركه يومين طيلة الليل حتى لا تخرج تلك الصغيرات اللطيفة مرة أخرى.

No comments:

Post a Comment